ما الفرق بين الحقن المجهري (ICSI) وأطفال الأنابيب (IVF) ؟
لا يوجد فرق كبير بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في معظم خطوات الإجراء، حيث تتشابه أغلب المراحل المتبعة في العلاج بين التقنيتين، والفرق الوحيد هو العملية المختبرية المستخدمة لتخصيب البويضة، وتختلف من حيث طريقة التنفيذ، وذلك كالتالي :
الحقن المجهري : يختار الطبيب حيوانًا منويًا واحدًا، ويتم حقنه بشكل مباشر داخل البويضة في المختبر بواسطة إبرة زجاجية.
أطفال الأنابيب : في التلقيح الصناعي التقليدي، يضع الطبيب آلاف الحيوانات المنوية ذات الجودة العالية بجوار البويضة على طبق مختبري، ويُترك أمر حدوث التلقيح للطبيعة. وإذا لم يتمكن أي من الحيوانات المنوية من تخصيب البويضة، فلن يحدث الحمل.
من يحتاج الحقن المجهري ؟
يعد الحقن المجهري خيارًا علاجيًا فعالًا للرجال الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، قد يوصي الطبيب بالحقن المجهري في عدة حالات، وهي :
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- ضعف جودة الحيوانات المنوية.
- عدم القدرة على القذف.
- انسداد في الجهاز التناسلي الذكري.
- الخضوع لعملية عكس قطع القناة الدافقة.
- القذف العكسي (تدفق السائل المنوي للخلف إلى المثانة).
قد يوصي الطبيب بإجراء الحقن المجهري إذا :
- كنت تستخدم بويضات أو حيوانات منوية مجمدة سابقًا لمحاولة الحمل.
- لم تنجح محاولات التلقيح الصناعي التقليدية.
- كان عمر المرأة أكبر من 35 عامًا.
- كان سبب العقم غير معروف.
- وجود انسداد في قنوات فالوب عند المرأة
- بعض حالات بطانة الرحم المهاجرة
كيف تتم عملية الحقن المجهري ؟
تتم عملية الحقن المجهري من خلال عدة خطوات، وتشمل:
1. تحفيز التبويض
يتم تحفيز المبيض عن طريق تلقي حقنًا دوائية لفترة تتراوح بين 8-14 يومًا، لتحفيز المبايض على إنتاج بويضات متعددة لتصل إلى مرحلة النضج. بعد ذلك، يتم استخدام حقنة من لوبرون أو هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) للمساعدة في النضج النهائي لهذه البويضات.
2. سحب البويضات الناضجة
يقوم الطبيب بسحب وجمع البويضات الناضجة باستخدام أداة شفط متصلة بإبرة، حيث يتم توجيه إبرة رفيعة عبر المهبل، بمساعدة الموجات فوق الصوتية، للوصول إلى المبيضين. يتم هذا الإجراء تحت تأثير مخدر خفيف لتجنب الشعور بالألم.
3. سحب السائل المنوي
في حال عدم استخدام الحيوانات المنوية المجمدة، يتم جمع عينة من السائل المنوي في يوم إجراء عملية سحب البويضات. يجب الامتناع عن أي نشاط جنسي أو استمناء مدة 48-72 ساعة قبل التبرع، وجمع العينة في المنزل أو في عيادة الخصوبة في وعاء خاص يوفره المختبر. يجب تسليم العينة إلى المختبر خلال ساعة واحدة من عملية القذف.
يخضع السائل المنوي للفحص الفوري لتقييم جودة وحركة الحيوانات المنوية. في حالات انعدام الحيوانات المنوية أو وجود مشاكل في القذف، قد يلزم إجراءات استرجاع خاصة للحصول على الحيوانات المنوية، مثل القذف الكهربائي أو استخراج الحيوانات المنوية من الخصية تحت المجهر.
4. تلقيح البويضة
يتم استخدام ماصة (أنبوب زجاجي صغير مزود بمصباح شفط) لتثبيت البويضة الناضجة في مكانها على طبق المختبر. يتم تثبيت حيوان منوي واحد والتقاطه باستخدام إبرة رفيعة. تُدخل الإبرة في البويضة للوصول إلى السيتوبلازم، حيث يُحقن الحيوان المنوي فيه، وبعد ذلك تُسحب الإبرة من البويضة.
5. نقل الأجنة
بعد تلقيح البويضة في المختبر، يتم مراقبة البويضة المخصبة للتأكد من نموها بشكل صحيح. بعد 5-6 أيام تنقسم البويضة المخصبة وتتحول إلى كرة خلوية (Blastocyst)، يقوم الطبيب بتقييم حجم الكرة الخلوية وتحديد أفضل موعد لحدوث الحمل.
تُنقل الأجنة المخصبة إلى الرحم بعد عدة أيام، وفي بعض الأحيان، يتم تأخير النقل مدة شهر أو أكثر. يتم ذلك عن طريق إدخال قسطرة (أنبوب طويل ورفيع) في المهبِل وحقن الجنين في الرحم، تحت توجيه الموجات فوق الصوتية. لنجاح العملية، يجب أن تلتصق الأجنة بجدار الرحم. قد ينتظر الطبيب مدة أسبوعين قبل إجراء اختبار الحمل.
فوائد الحقن المجهري
أثبتت تقنية الحقن المجهري فعاليتها بشكل أكبر في مساعدة الذين يعانون من مشاكل في خصوبة الذكور على تحقيق حلم الأبوة. مقارنة بالتلقيح الصناعي التقليدي، يوفر الحقن المجهري فرصة أكبر للحمل الناجح، وذلك نتيجة تقنية الحقن المباشر للحيوان المنوي داخل البويضة.
العوامل المؤثرة على نجاح عملية الحقن المجهري
هناك عدة عوامل وظروف مختلفة تساعد على ارتفاع نسبة نجاح عملية الحقن المجهري، وهي:
1. العمر
يعد عمر المرأة من أهم العوامل المؤثرة على نجاح عملية الحقن المجهري، حيث ترتفع معدلات نجاح عملية الحقن المجهري لدى النساء في الفئة العمرية من 24-34 عامًا.
أظهرت الدراسات أن معدل الحمل باستخدام تقنية الحقن المجهري كان 49٪ لدى النساء تحت سن 34 عامًا، و23٪ لدى النساء بين 35 و39 عامًا، في حين انخفض إلى 6٪ فقط لدى النساء في سن 40 عامًا، ويرجع ذلك إلى انخفاض جودة البويضة مع التقدم بالعمر.
2. تحفيز المبيض
هناك العديد من بروتوكولات تحفيز المبيض التي تختلف في التي تختلف في نوع أدوية الخصوبة، والجدول الزمني أو الوقت الذي يتم إعطاؤها فيه، والتي تهدف إلى تطوير العديد من البويضات الناضجة على أمل أن تؤدي خلية بويضة واحدة على الأقل إلى نتيجة حمل ناجحة.
يعد توقيت التبويض بعد نمو البويضة ونضجها أمرًا بالغ الأهمية. قد يؤدي التبويض المبكر إلى عدم نمو البويضات بشكل سليم، كما يحدث أحيانًا في حالات مثل متلازمة تكيس المبايض. أيضًا قد تؤدي الاستجابة المفرطة للمحفزات، إلى نمو البويضات بشكل مفرط وتكوين بويضات غير قابلة للحياة.
لذلك يجب على الطبيب تحديد بروتوكول التحفيز المناسب وفقًا لكل حالة على حدةٍ.
3. الحيوانات المنوية
رغم أهمية جودة الحيوانات المنوية في نجاح الحقن المجهري، إلا أنها ليست شرطًا أساسيًا. فحتى الحيوانات المنوية ذات الحركة الضعيفة أو الشكل غير الطبيعي يمكن استخدامها بنجاح في هذه التقنية، وذلك لأنها تعتمد على الحقن المباشر لحيوان منوي متحرك واحد داخل سيتوبلازم البويضة، مما يزيد من فرص إجراء عملية الإخصاب بنجاح.
4. تاريخ الحمل السابق
يعتبر وجود حمل سابق مؤشرًا إيجابيًا، إذ يدل على قابلية الرحم على احتواء وإتمام الحمل الجديد عند إجراء الحقن المجهري. ومع ذلك، فإن الإجهاضات المتكررة قد تكون علامة على وجود عوامل تؤثر سلبًا على عملية الحمل، مما يستدعي إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد الأسباب ومعالجتها.
5. نوع مشكلة الخصوبة
يعتبر الحقن المجهري علاجًا فعالًا في العديد من مشاكل العقم عند الرجال. إلا أن نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تنخفض كثيرًا مع وجود مجموعة محددة من مشاكل الخصوبة عن النساء مثل:
- وجود أورام ليفية
- تشوهات الرحم
- خلل في المبيض
هذه الحالات قد تؤثر على استمرار الحمل، وتؤدي إلى الإجهاض المبكر بعد الحقن المجهري.
6. قابلية الرحم للحقن المجهري
تعتبر حالة الرحم، بما في ذلك سمك بطانة الرحم، وحجم تجويف الرحم، والعوامل المناعية، عاملاً حاسمًا في نجاح عمليات التلقيح الصناعي. فبطانة الرحم الصحية هي الأساس لانغراس الجنين وتطوره بشكل طبيعي. ولا يجب إجراء الحقن المجهري قبل التأكد من قابلية الرحم لاستقبال الحمل.
7. نمط الحياة
يعتمد نجاح عملية الحقن المجهري بشكل كبير على نمط حياة المرأة، فيجب التوقف عن التدخين وشرب الكحول قبل 3 أشهر على الأقل من الإجراء. أيضًا يجب الحفاظ على وزن صحي، فقد أثبتت الدراسات أن السمنة تؤثر على استجابة الجسم لأدوية الخصوبة. كما يوصي الأطباء بالالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على المعادن والفيتامينات والبروتين، مع تجنب الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة.
8. اختيار الطبيب ذو الخبرة والعيادة المتخصصة
تؤثر خبرة الطبيب وجودة المختبرات والمعدات المستخدمة في عمليات التلقيح الصناعي بشكل مباشر على نتائج هذه العمليات. فالعمل في بيئة طبية متخصصة يضمن تطبيق أحدث البروتوكولات الطبية والمتابعة المستمر ، وبالتالي زيادة فرص النجاح.
أعراض وعلامات نجاح الحقن المجهري
تتشابه علامات نجاح الحقن المجهري مع أعراض الحمل، والتي قد تكون بسبب أدوية الخصوبة. تشمل أعراض نجاح الحقن المجهري، ما يلي:
- ألم بالثدي.
- الغثيان.
- نزيف أو بقع دموية.
- تعب أو إرهاق.
- مغص.
- إنتفاخ.
- زيادة الحاجة للتبول.
- تغيرات في الإفرازات المهبلية.
- إنقطاع الدورة الشهرية.
لا يعني غياب الأعراض، فشل الحقن المجهري.الطريقة الوحيدة للتأكد هو إجراء اختبار الحمل.
كيفية التعامل مع الحمل المتعدد الناتج عن الحقن المجهري
يعتبر الحمل المتعدد الناتج عن تقنية الحقن المجهري (ICSI) تحديًا طبيًا يتطلب إدارة دقيقة. نظرًا لزيادة خطر حدوث مضاعفات مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن المواليد عند الولادة، فإن الرعاية الطبية المتخصصة ضرورية لضمان صحة الأم والأطفال. فيما يلي الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل في حالات الحمل المتعدد:
1. التشخيص المبكر والمراقبة المستمرة
يتم عمل فحص بالموجات فوق الصوتية في مراحل الحمل الأولى (6-8 أسابيع)، للكشف عن عدد الأجنة الموجودة بالرحم، وتقييم نموها.
تتطلب هذه الحالات مراقبة دقيقة من خلال زيارات منتظمة للطبيب وفحوصات بالموجات فوق الصوتية لتقييم نمو الأجنة، ووظيفة المشيمة، ومستوى السائل الأمنيوسي.
2. إدارة المخاطر الطبية
الدعم الغذائي. تتطلب حالات الحمل بتوائم متعددة نظاماً غذائياً غنياً بالسعرات الحرارية والبروتينات، إلى جانب المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات اللازمة تبعًا لكل مرحلة من الحمل.قد يوصي طبيبك بزيادة السعرات الحرارية بنسبة 40% على الأقل، لكن هذه النسبة قد تختلف من امرأة لأخرى.
مراقبة صحة الأم. تعتبر الفحوصات الطبية الدورية أمراً بالغ الأهمية في حالات الحمل المتعدد، وذلك لارتفاع خطر حدوث مضاعفات مثل مرض سكري الحمل، وتسمم الحمل، والولادة المبكرة.
الراحة وتعديل النشاط البدني. قد يوصي الطبيب في بداية الحمل بممارسة بعض الأنشطة اليومية البسيطة، وذلك لتنشيط الدورة الدموية. بينما في بعض حالات الحمل المتعدد، قد تتطلب تقليل النشاط البدني أو حتى الراحة في الفراش، لا سيما في الثلث الثالث من الحمل، وذلك لتجنب خطر الولادة المبكرة.
3. إدارة الولادة المبكرة
تجنب الولادة المبكرة. تعتبر التدخلات الوقائية مثل ربط عنق الرحم وإعطاء البروجسترون خطوة هامة في إدارة حالات الحمل المتعدد، حيث تساعد على تقليل خطر الولادة المبكرة وتحسين فرص بقاء الأجنة على قيد الحياة.
الستيرويدات. قد يصف الطبيب جرعات من الكورتيكوستيرويدات، وذلك في حالة توقع حدوث الولادة المبكرة، حيث تعمل على تسريع نمو رئة الجنين، وتقليل الحاجة إلى العناية الطبية المكثفة بعد الولادة.
الأدوية المضادة للتقلصات. ي حالة المخاض المبكر، قد يصف لك الأطباء أدوية مضادة للتقلصات بهدف إبطاء أو إيقاف الانقباضات. يمكن إعطاؤك هذه الأدوية عبر الفم، أو عن طريق الحقن.
رعاية حديثي الولادة. قد يحتاج الأطفال الخُدج، الذين غالبًا ما يعانون من مشاكل في التنفس أو وزن منخفض عند الولادة أو صعوبات في التغذية، إلى رعاية متخصصة في وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة.
4. التخفيض الانتقائي للأجنة
في الحالات النادرة للحمل بتوائم متعددة (ثلاثة توائم أو أكثر)، حيث تكون المخاطر الصحية على الأم والأجنة المتبقية عالية جدًا، قد يُقترح إجراء تقليل انتقائي للأجنة لزيادة فرص بقاء الأجنة المتبقية بصحة جيدة. هذا القرار صعب للغاية ويتطلب من الوالدين اتخاذ قرار شخصي بالتشاور مع فريق الرعاية الصحية.
5. الدعم النفسي والعاطفي
يمكن أن يكون الحمل المتعدد مصدراً كبيراً للقلق والتوتر بسبب المخاطر المحتملة. قد يساعد الدعم النفسي الوالدين على فهم المخاطر المحتملة، والتعبير عن مخاوفهم، والتخطيط لرعاية أطفالهم حديثي الولادة، خاصة إذا احتاجوا إلى الرعاية في وحدة العناية المركزة.
6. تخطيط الولادة
توقيت الولادة. عادة ما يولد التوائم في الأسبوع 37 أو 38 من الحمل. أما بالنسبة للحمل بثلاثة توائم أو أكثر، فمن المرجح أن يتم التوليد في وقت مبكر قليلاً، وذلك لتقليل المخاطر المحتملة على صحة الأم والأجنة.
طريقة الولادة. تتحدد طريقة الولادة في حالات الحمل المتعدد بناءً على تقييم الحالة الصحية للأم والأجنة. قد تكون الولادة الطبيعية خياراً مناسباً في بعض الحالات، ولكن الولادة القيصرية تبقى الخيار الأكثر شيوعاً في حالات الحمل بتوائم متعددة أو في حالة حدوث مضاعفات.
مخاطر الحقن المجهري
قد تحدث المضاعفات التالية مع الحقن المجهري، وهي :
- تلف البويضات نتيجة اختراق الإبرة الدقيقة خلال عملية الحقن المجهري.
- عدم تخصيب البويضة بعد حقن الحيوان المنوي.
- توقف انقسام الخلايا وتوقف نمو الجنين في المختبر أو بعد نقل الأجنة.
هناك أيضًا عدة مضاعفات قد تصيب الأم، مثل :
- الولادة المبكرة
- زيادة خطر الإجهاض
- ألم في البطن
- النزيف
- العدوى
- الإصابة بمتلازمة فرط تنشيط المبيض، نتيجة الخضوع لتحفيز المبيضين، وينتج عنها تضخم المبيضين وتراكم السوائل في الجسم.
- أعراض نفسية مثل تقلبات المزاج والتوتر
مخاطر الحقن المجهري على الطفل
يولد حوالي 2% من الأطفال بعيوب خلقية، ترتفع هذه النسبة قليلًا فى الأطفال المولودين باستخدام التلقيح الصناعي، حيث تصل إلى 3%. يعتقد العلماء أن السبب وراء هذا هو العقم نفسه، وليس علاج الخصوبة. ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بعيوب خلقية يبقى منخفضًا نسبيًا، حيث يحدث في 2% من الأطفال حديثي الولادة كل عام.
قد يرتبط الحقن المجهري بزيادة طفيفة في خطر إصابة الأطفال ببعض الحالات الصحية، مثل :
- التوحد.
- متلازمة أنجلمان (Angelman Syndrome).
- زيادة احتمالية انتقال العقم الذكري إلى الطفل.
- متلازمة بيكويث فيدمان (Beckwith-Wiedemann syndrome)، وهو اضطراب في النمو.
- الإعاقات الذهنية.
- اضطرابات التمييز بين الجنسين.
- بعض مشاكل القلب.
- الإحليل التحتي (Hypospadias).