زراعة الشعر، هي عملية بسيطة تُجرى للسيدات أو الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر، عندما تفشل العلاجات الأخرى لتساقط الشعر. تعتبر زراعة الشعر علاجاً يهدف إلى استعادة الشعر بشكل دائم في المناطق المصابة في فروة الرأس أو الذقن أو الحاجبين أو الرموش بالصلع أو الترقق. حيث يقوم الجراح عادةً بنقل الشعر من الجزء الجانبي أو الخلفي من الرأس إلى الجزء العلوي أو الأمامي من الرأس.
أسباب زراعة الشعر
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر، والتي قد تكون مؤقتة في بعض الأحيان أو دائمة في حالات أخرى.
زراعة الشعر تُعتبر حلاً فعالًا لعلاج تساقط الشعر الدائم الناتج عن عدة أسباب، مثل :
- أمراض الغدة الدرقية أو اختلال التوازن الهرموني.
- الحروق أو الإصابات التي تؤثر على نمو الشعر في الأماكن المصابة.
- الثعلبة البقعية (Alopecia areata)، وهو أحد الأمراض المناعية الذاتية التي تهاجم بصيلات الشعر.
- الصلع الوراثي أو الثعلبة الأندروجينية (Androgenic alopecia)، هو نوع من فقدان الشعر يحدث نتيجة لعوامل وراثية وهرمونية. وهو الشكل الأكثر شيوعًا من تساقط الشعر ويصيب كلًا من الرجال والسيدات، ولكنه أكثر انتشارًا بين الرجال.
يقوم الطبيب بتقييم حالة المريض، وذلك بناءًا على أسباب سقوط الشعر. من خلال الفحص الطبي ومعرفة التاريخ المرضي، يمكن للطبيب تحديد العلاج الأمثل لكل حالة وما إذا كانت زراعة الشعر هي الخيار الأنسب لتحقيق أفضل النتائج.
أفضل أنواع زراعة الشعر
هناك العديد من أنواع عمليات زراعة الشعر المتوفرة حاليًا، وتختلف هذه الأساليب لأنه لا يوجد حل واحد يناسب الجميع في مجال استعادة الشعر.
تشمل أفضل أنواع زراعة الشعر المتوافرة ما يلي:
زراعة الشعر بالشريحة (Follicular Unit Transplantation, FUT)
تُسمى زراعة الشعر بالشريحة أيضًا بزراعة الوحدة الجريبية، حيث يأخذ الجراح شريحة من الجلد، والتي غالبًا ما تكون من الجزء الخلفي من الرأس، تحت التخدير الموضعي، ثم تقسم الشريحة إلى طعوم أصغر، ويتم زراعتها في المناطق المستقبلة. وتستغرق فترة التعافي حوالي أسبوعين.
تترك هذه الطريقة ندبة دائمة في المنطقة التي تمت إزالة الشريحة منها، لذلك لم تعد تُستخدم بشكل شائع اليوم. تُعتبر تقنية FUT من الأساليب القديمة لزراعة الشعر، ومع ذلك، لا تزال هذه الطريقة قادرة على توفير نتائج طبيعية وفعالة، وقد تكون الخيار الوحيد الممكن في بعض الحالات تبعًا للظروف الفردية لكل مريض.
زراعة الشعر بالاقتطاف (Follicular Unit Extraction, FUE)
تُعد تقنية FUE إحدى أكثر طرق زراعة الشعر شيوعًا، وذلك لأنها تحتاج إلى تدخل جراحي بسيط وفترة تعاف قصيرة.
تتضمن تقنية FUE استخراج بصيلات الشعر من المنطقة المانحة باستخدام أداة خاصة، وعادةً من الجزء الخلفي من الرأس، تحت تأثير التخدير الموضعي، ثم زرع هذه البصيلات في المناطق التي تعاني من تساقط الشعر، بهدف تحقيق مظهر طبيعي ومتناغم.
تُجرى عملية FUE عادة باستخدام شفرات فولاذية لعمل الشقوق اللازمة للزرع، لكن بعض الأطباء يفضلون استخدام أدوات مثل شفرات الياقوت، التي أصبحت تزداد شهرة واستخدامًا.
يعتمد عدد البصيلات المستخلصة (الطعوم) باستخدام تقنية FUE على مدى تساقط الشعر وحالة الشعر في المنطقة المانحة. في الغالب، يتم زرع حوالي 2000 طعمة لمعظم المرضى، بينما يُوصي الأطباء والعيادات عادةً بأن يكون الحد الأقصى للطعوم المزروعة في جلسة واحدة ما بين 4000 إلى 5000.
زراعة الشعر المباشرة (Direct Hair Implantation, DHI)
زراعة الشعر المباشرة (DHI) هي تقنية مشابهة لتقنية FUE، لكنها تتميز باستخدام أداة خاصة تُعرف باسم قلم تشوي (Choi Implanter Pen) في أثناء الزرع. يتيح هذا القلم زراعة البصيلات المستخرجة بشكل فوري وأكثر دقة، مما يساعد على تقليل خطر تلف البصيلات الشعرية وضمان نتائج أفضل.
يعتمد الخيار المناسب لك على نوع تساقط الشعر لديك وعدد الطعوم التي تريدها. يمكنك مناقشة هذا مع الطبيب الذي اخترته.
كيف تتم عملية زراعة الشعر ؟
تتكون عملية زراعة الشعر من خطوتين رئيسيتين: الاقتطاف والزراعة.
الحصاد أو الاقتطاف : هناك طريقتان رئيسيتان لهذه الخطوة.
- في تقنية جراحة شريحة الوحدة الجريبية (FUT) : يقوم الجراح بإزالة شريط من الجلد المغطى بالشعر من المنطقة المانحة وتكون في الغالب من الجزء الخلفي السفلي من فروة الرأس، حيث يكون الشعر في هذه المنطقة أقل عرضة للتساقط، مما يجعله مناسبًا للتبرع في المناطق الخالية. بعد ذلك، يتم تقسيم هذا الشريط إلى “طعوم” صغيرة.
- أما في تقنية استخراج الوحدة الجريبية (FUE) : فيستخرج الجراح الطعوم الفردية مباشرة من المنطقة المانحة باستخدام أداة صغيرة تُعرف بالمثقب الدقيق.
الزراعة : يستخدم الجراح شفرة صغيرة لإنشاء شقوق دقيقة في المناطق التي تعاني من الصلع أو تساقط الشعر من فروة الرأس أو الذقن أو الحاجبين، ثم يزرع البصيلات المقتطفة في كل شق لضمان تحقيق نتائج طبيعية.
تُجرى عملية زراعة الشعر في عيادة طبية باستخدام مخدر موضعي لضمان راحة المريض أثناء الإجراء.
من هو المرشح الأفضل لزراعة الشعر ؟
يمكن أن تسهم عملية زراعة الشعر في تحسين مظهرك وزيادة ثقتك بنفسك. قد تكون مرشحًا جيدُا لزراعة الشعر، إذا كنت :
- تتمتع بصحة جيدة.
- لديك مناطق من الشعر الكثيف في مؤخرة الرأس.
- تتوقع نتائج زراعة الشعر بشكل واقعي.
ويشمل من يحتاجون لزراعة الشعر :
- أي شخص فقد بعض الشعر، نتيجة إصابة أو حرق.
- النساء اللاتي يعانين من تساقط الشعر غير قابل للعلاج والصلع الوراثي.
- الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي.
التحضير قبل زراعة الشعر
يعتبر الاستعداد الصحيح لزراعة الشعر، هو المفتاح لنجاح العملية ولتحقيق النتائج المتوقعة منها، وأيضًا لتقليل خطر حدوث أي مضاعفات من شأنها أن تؤثر على نجاح زراعة الشعر. لذلك نحن ننصح باتباع الآتي:
- توقف عن التدخين قبل 24 ساعة على الأقل من إجراء عملية زراعة الشعر.
- توقف عن شرب الكحول قبل أسبوع على الأقل من زراعة الشعر.
- إذا كنت تتناول مكملات غذائية أو أي أدوية لعلاج مشكلات صحية، تحدث مع طبيبك اذا كنت تحتاج التوقف عن تناولها.
- قم بتدليك فروة رأسك كل يوم لمدة 10 دقائق.
- لا تحلق رأسك! سيقوم مختص بعمل ذلك أثناء العملية بالطول المناسب.
- احصل على قسط كاف من النوم في الليلة السابقة للعملية.
- عدم دهن أي علاج موضعي على الرأس قبل العملية.
قد يوصي الطبيب بنصائح أخرى للتحضير لعملية زراعة الشعر، وذلك تبعًا لنوع العملية والحالة الصحية للمريض.
النتائج المتوقعة من عملية زراعة الشعر ؟
لقد شهدت نتائج جراحة زراعة الشعر تحسنًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، قد تختلف النتائج بين المرضى بناءً على خط الشعر وكثافة قبل العلاج. يمكن أن تتراوح النتائج من زيادة كثافة الشعر قليلاً إلى تحقيق تغطية كاملة في المناطق المصابة بالصلع.
بعد حوالي 2-3 أسابيع من زراعة الشعر، ستلاحظ تساقط الشعر المزروع. لا تقلق، فهذا أمر طبيعي تمامًا. تظهر النتائج عادةً بعد كل دورة نمو، أي كل 6 أسابيع تقريبًا.
في الدورة الأولى بعد العملية، تبدأ بصيلات الشعر في إنتاج شعر جديد، لكن قد لا تلاحظ هذا النمو في البداية. ستلاحظ فرقًا واضحًا بعد حوالي 6-9 أشهر، إلا أن التحسن الكامل لعملية زراعة الشعر يظهر عادةً بين 12 إلى 18 شهرًا بعد العلاج.
نجاح عملية زراعة الشعر
تتميز عملية زراعة الشعر بأن نتائجها تستمر مدى الحياة، حيث تُزرع بصيلات شعر طبيعية قادرة على النمو بشكل مستمر.
ومع ذلك إن نجاح عملية زراعة الشعر مرتبط بشكل كبير بالعناية التي تتبعها بعد الجراحة. لذلك، ينصح الأطباء باتباع الإرشادات بدقة، وتقليل أو تجنب العادات الضارة مثل التدخين والكحول، حيث تؤثر هذه العادات سلبًا على عملية التئام الجروح وبقاء الطعوم. ولحسن الحظ، فإن التطورات الطبية الحديثة قد أدت إلى زيادة ملحوظة في معدلات نجاح عمليات زراعة الشعر.
هل يوجد احتمالية لفشل عملية زراعة الشعر؟
على الرغم من أن زراعة الشعر تعتبر عملية ناجحة في العديد من الحالات، إلا أنه قد تتواجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى فشلها. وتشمل هذه الأسباب:
1. الرعاية السيئة بعد العملية: عدم الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن العناية بالجروح والأدوية قد يؤثر على نمو الشعر المزروع.
2. جراح غير ماهر: اختيار جراح غير متمرس أو مركز غير مضمون يؤثر على دقة العملية ونتائجها.
3. عدم الأهلية لزراعة الشعر: عوامل مثل الصحة العامة والعمر تلعب دورًا كبيرًا في نجاح العملية.
4. اختيار توقيت غير مناسب: إجراء الزراعة في مراحل مبكرة من تساقط الشعر قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلاً.
اختيار الجراح والمركز المناسبين هو خطوة حاسمة لضمان نجاح عملية زراعة الشعر. فيجب التأكد من أن الجراح لديه خبرة وكفاءة عالية في هذا المجال، مع سجل حافل من العمليات الناجحة. كما أن المركز الطبي يجب أن يكون مجهزًا بأحدث التقنيات ويمتلك بيئة طبية نظيفة وآمنة. بالإضافة إلى أن الفحص الدقيق لحالة فروة الرأس وتقييم ملاءمة المريض للعملية يعتبران من العوامل المهمة لتجنب الفشل وضمان الحصول على أفضل النتائج.
هل يوجد آثار الجانبية لعملية زراعة الشعر ؟
زراعة الشعر عملية آمنة، لكنها قد تتضمن بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل العدوى، النزيف، التنميل، الحكة، أو فقدان مؤقت للشعر المزروع. قد تظهر قشور أو ندوب خفيفة أو يحدث التهاب في بصيلات الشعر، لكن مع اختيار طبيب متخصص واتباع التعليمات، تقل هذه المخاطر وتضمن نتائج مرضية.
التعافي بعد عملية زراعة الشعر
المنطقة المزروعة : بعد زراعة الشعر، ستكون حساسة وقد تحتاج إلى مسكنات للألم لبضعة أيام. سيغطي الجراح المكان بضمادات لمدة يوم أو يومين، وقد يصف لك أدوية مثل المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب.
يمكنك العودة إلى العمل بعد 2-5 أيام من العملية في أغلب الحالات.
المنطقة المانحة : يحدث بعض التورم الخفيف في المنطقة المانحة بعد العملية وتتعافى بعد حوالي أسبوعين من العملية، واذ انه لا ينمو الشعر مرة أخري من البصيلات التي تم اقتطافها، يُراعي الجراح اختيار البصيلات بشكل هندسي مدروس حتي يغطي الشعر المتبقي البصيلات المنزوعة ولا يترك فراغات ملحوظة.